[size=12]الحمد لله ,نحمده ونستعينه نستغفره و نتوب إليه واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك ل واشهد أن محمدا عبــــــده و رسوله أرسل إلينا بالهدى ودين الحق مبينا لنا أركان دينينا ومقومات شريعتا, وأركان الإسلام خمس : شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ,وإقامة الصلاة ,واتاء الزكاة ,وصوم رمضان , وحج البيت من استطاع إليه سبــيـــــلا.
ونناقش في موضوعنا اليوم ـ الصلاةـ فان كثيــــر مـــــن
المسلمين اليوم تهاونوا بالصلاة و أضاعوها حتى تركـهــا بعضهم تركا مطلقا و كانت هذه المسالة من مسائل العلــــم الكبرى, وقد تنازع فيها أهل العلم سلفا وخلفا فقـــال الإمام احمد بن حنبل: "تارك الصلاة كافر كفـرا مخرجا من الملة يقتل إذا لم يتب ويصلّ". وقال أبو حنيفة ومالك والشافعي:" فاسق ولا يكفـر". ثـــم اختلفوا, فقال مالك والشافعـــــــي : " يقتل حدا.... "وقال أبو حنيفة:"يهزز ولا يقتــل ..." وإذا كانت هذه المسالة من مسائل النزاع فالواجب ردها إلــــــى كتاب الله تعالى وسنـة رسوله "ص" لقوله تعالى: "ومــــــا اختلفتم فيه من شيء فحكمه , إلي الله " (الشورى: 10) و إذا أرددنا هذا النزاع إلى الكتــــاب والسنة يدل على كـــفر تارك الصلاة ,الكفر الأكبر المخــرج من الملة,من الكتـاب قال تعالى في سورة التوبة :"فان تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فإخوانكم في الديـــــــن "(التوبة:11) وقال فـــــــي سورة مريم:"فخلف من بعدهــم خلف أضاعـوا الصــــــلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقـــــــون غــــــيا ( 59 )إلا من
تاب وامن وعمل صالحـا فاؤلائك يدخــــــلون الجنـــــــة ولا يظلمــــــون شيئـــــــا (60)"
فوجه الدلالة من الآية الأولى من سورة التوبة أن الله تعالى اشترط لثبوت الأخوة بيننا وبين المشركين، ثلاث شروط ـ أن يتوبوا من الشرك ـ أن يقيموا الصلاة ـ أن يؤتــوا الزكـــــــــــــاة.
فان تابوا من الشرك ولم يقيموا الصلاة ، و لم يؤتـــوا الزكاة ، فليسوا بإخوة لن وان أقاموا الصلاة ولم يؤتـوا الزكاة ،فليســوا بإخوة لـنا والأخوة في الديـن لاتنتفـــي إلا حيث يفرج المرء من الديـن بالكلية ،فلا تنتفــــــــي بالفسوق ووجــــــه الدلالـة من الآية الثانية من ســـورة مريم إن الله تعالـى قال في المضيعين للصلاة المتبعين للشهوات أنهم" سوف يلقون غيا,إلا من تاب و امــــــن "فدل على أنهم حين إضاعتهم للصلاة ’ وإتبــــــــــاع الشهوات غير مؤمنــــــــــين.
من السنة :قــــال رسول الله (ص):"إن بـيـــــن الرجل والشرك والكفـــر ,ترك الصلاة " (رواه مسلم) وعن بريده بن الحسيب رضي الله عنه قــــــال :سمعت رسول الله( ص)يقول :"العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " (رواه احمد وأبو داود والترمذي و النسائي وابن ماجه) . - والمراد بالكفر هنا ,الكفر المخرج عن المـــلة , لان النبي (ص) جعل الصلاة فصلا بين المؤمنين والكافرين , ومـــن المعلوم أن ملة الكفر غير ملة الإسلام , فمــن لم يأت بهذا العهد فهو من الكافرين , كما قال عبــد الله بن شقيق كـــان أصحاب النبي (ص) لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفـــر غير الصلاة "رواه الترمـــــــذي والحاكم وصححه علـــــــــى شرطهما , وقال إسحــاق بن راهوية الإمام المعروف "صح عن النبي (ص) أن تارك الصلاة كافر, وكذلك كــان رأي أهل العلم مــــن لدن النبي (ص) إلى يومنـا هذا أن تارك الصلاة عمــدا من غير عذر حتى يخرج وقتها كافر " , فكيف يكــون عند الشخص إيمان مع تركه الصلاة التي هي عمــــود الدين ؟! والتي جاء من الترغيب في فعلها ما يقتضــي لكل عاقل مؤمن أن يقوم بهاو يبادر إلى فعلها , وجــاء من الوعيد على تركها ما يقتضي لكل عاقل مؤمـــن أن يحذر من تركها وإضاعتها ,فتركها مع قيـــــــام هــــذا المقتضى لا يبقى إيمانا مع التارك ,والصلاة ركــن من أركان الإسلام فوصف تاركها بالكفر يقتضي انه الكفر المخرج من الإسلام لأنه هدم ركنا من أركانه ,بخلاف إطلاق الكفر على من فعل فعلا من أفعال الكفر و النبي (ص) جعل الصلاة حدا فاصلا بين الكفر والإيمان وبين المؤمنين والكفار والحد يميز المحدود و يخرجه عنـــه إلى هنا نصل وإياكم إلى ما أردنا أن نقوله في هـــــذه المسالة العظيمة التي ابتلي بها كثير من المسلمين, لكن الإسلام دين يسر لا دين عسر وجعل الله التوبة بـــــاب مفتوح لمن أراد أن يتوب فبادر آخي المسلم إلى التـوبة إلى الله عز وجل مخلصا لله تعالى , نادما على مـــــــا مضى , عازما على ألا تعود وسيبدل الله سيئاتـــــــــك حسنات لقوله :"إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحــا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما (70)" (الفرقان _70).[/size]